مصطفى إسماعيل..تجربة ضخمة لقارئ مخضرم
وُلد القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل في السابع من شهر يونيو سنة 1905م/1323هـ بقرية ميت غزال في محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية. خلال صِباه، أظهر نبوغا فكريا متقدا، واهتماما واضحا بالقرآن الكريم وعلومه، فلم يكد يبلغ الثانية عشرة من عمره حتى حفظ القرآن الكريم كاملا في كُتّاب قريته الصغيرة. بعد ذلك، التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا لإتمام دراسته في علم القراءات وأحكام التجويد. وفي السادسة عشرة من عمره، تمكن من تجويد القرآن الكريم بالقراءات العشر ومراجعته ثلاثين مرة على يد فضيلة الشيخ إدريس فاخر رحمه الله.
انطلقت شهرة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل في مراسيم عزاء الراحل حسين بك القصبى، حيث تم تكليفه بتلاوة ما تيسر من كتاب الله أمام حشد من الشخصيات السياسية والدينية الهامة من شيوخ وأمراء وأعيان وأعضاء الأسرة الملكية المصرية آنذاك. ورغم غياب الوسائل التقنية اللازمة كمكبرات الصوت ونحوها، تمكن القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل من إبهار الحضور بصوته العذب وقراءته الشجية، فنال الإعجاب واستحق الإشادة والتشجيع. إثر ذلك، انتقل إلى القاهرة للاحتكاك بخيرة القراء والشيوخ هناك، فعرض عليه أحد الشيوخ قراءة القرآن في تظاهرة دينية غاب عنها القارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي لظرف طارئ، فأبلى البلاء الحسن وسمعه الملك فاروق فعينه قارئا للقصر الملكي.
بعد ذلك، ونظرا لذكائه المتقد ومواهبه العالية، التحق بالإذاعة المصرية دون امتحان، فازدادت شهرته وذاع صيته في العالم العربي والإسلامي، فأتقن علم المقامات، وقرأ القرآن الكريم بأزيد من 19 مقاما، وسجل بصوته العذب أزيد من 1300 تلاوة للقرآن الكريم، فأعجب به الملك فاروق، وافتتن به جمال عبد الناصر، واصطحبه أنور السادات في عدد من الزيارات والرحلات. وقد كانت الدعوات المحلية والدولية تصل إليه من مختلف المؤسسات والجهات، فزار أزيد من 25 دولة عربية وإسلامية، وصلى بالناس في رمضان بمساجد دول أخرى كماليزيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
واعترافا بكفاءاته الصوتية ومجهوداته العلمية والفكرية، استحق القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل التكريم والإشادة من هنا وهناك، فقلده الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق، وسلمته لبنان وسام الأرز سنة 1958م، ومنحه الرئيس المصري السابق حسني مبارك وسام الامتياز سنة 1985م، وتلقى أوسمة أخرى من سوريا وماليزيا وتنزانيا. وفي الثاني والعشرين من شهر ديسمبر سنة 1978م، أصيب بجلطة دماغية أدخلته في غيبوبة صعبة، فمكث في مستشفى الإسكندرية عدة أيام قبل أن يفارق الحياة في 26 ديسمبر سنة 1978م. فأقيمت له جنازة رسمية، ووري جثمانه الثرى بمسجده الملحق بمنزله في مسقط رأسه بمحافظة الغربية.
تعليقات على مصطفى إسماعيل
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جعل الله كل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم وارجو اضافة المصحف كاملا برواية ورش عن نافع بصوت الشيخ مصطفى اسماعيل ويكون برابط تحميل مباشر وجزاكم الله خير ونفع بكم الأمه الإسلامية وجعلكم ممن ينشر دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.احمدغزاوى مرزوق - 24 ماي 2010