القارئ المتقن، وصاحب الصوت العذب أثناء التلاوة، هكذا وُصف الشيخ محمد عبد الكريم، أحد أبرز رموز تلاوة القرآن بالجمهورية السودانية وسائر العالم الإسلامي.
ولد الشيخ محمد عبد الكريم بمدينة دنقلا السودانية، وبالضبط بقرية مشو سنة 1968، من أسرة آل عبد الرحيم بمنطقة مشوـ التي يعود نسبها إلى آل زمخشر في حضرموت.
بمجرد أن بلغ الشيخ عبد الكريم سن الدخول المدرسي، انتقل إلى مدينة مكة بالسعودية، حيث تلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة الزهراء الابتدائية، ثم التعليم المتوسطي بمدرسة الزاهر المتوسطة، قبل أن ينتقل إلى مدرسة مكة الثانوية لإكمال تعليمه الثانوي تخصص علمي.
وبالموازاة مع دراساته العلمية، حرص الشيخ على دراسة علوم تجويد القرآن، حيث حصل على شهادة معهد الأرقم لتحفيظ القرآن الكريم بالحرم المكي، ثم الإجازة الإسنادية في القراءات السبع .
وفي نفس السياق، عمل الشيخ عبد الكريم على متابعة دراسته الجامعية تخصص دراسات إسلامية، حيث حصل على شهادة الباكالوريوس من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، قسم الدراسات الإسلامية، ثم ماجستير دراسات إسلامية و دكتوراه دراسات إسلامية من جامعة الخرطوم.
خلال رحلته في طلب العلم، كان للشيخ فرصة التتلمذ على يد العديد من العلماء، كالشيخ محمد السيسي والشيخ أحمد صبري اللذان كان لهما الفضل في تحفيظه القرآن، ثم الشيخ محمد نبهان مصري، الذي علمه روايات القرآن السيسي، وأخرون.
وفي سياق الحديث عن الجانب المهني في حياة الشيخ، نجد أنه قد شغل عدة مناصب، أبرزها تدريسه بالمشروع الخيري لتحفيظ القرآن الكريم في الحرم المكي، الإشراف على حلقات تحفيظ القرآن، مدرس مساعد بجامعة القرآن الكريم بأم درمان، إلى جانب توليه عمله كإمام وخطيب بمسجد المجمع الإسلامي بالخرطوم، ورآسته لعدة لجن دينية، وهي وهما المنصبين اللذان يشغلهما حاليا.
ومن أبرز إسهامات الشيخ سواء في مجال التأليف أو التسجيل، نجد معالم الاستقامة في الكتب والسنة، أهل القبلة وحقوقهم الشرعية، المسجد الأقصى : وقفات وعبرات، ثم التلاوة في أحكام سجود التلاوة وعلاج الوسوسة في العقيدة ، إلى جانب التسجيلات كالمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم وغيره.