بواحات تافيلالت كانت بداية المقرئ محمد الكنتاوي، أحد أشهر المقرئين المغاربة المشهود لهم بالكفاءة داخل المملكة وخارجها، حيث ولد وترعرع هناك على حفظ القرآن وتدبر آياته، ذلك أن والده كان يرى فيه مشروع مقرئ مشهور، في هذا الإطار قرر محمد الكنتاوي التخصص في دراسة بحور القرآن الكريم وعلوم تجويده من خلال التنقل بين عدة مدن مغربية.
وفي سياق رحلته التي بدأها من أجل النهل من علوم القرآن، حصل محمد الكنتاوي سنة 1996على إجازة علمية في القراءة والإقراء بتأطير من الشيخ صفاء الأعظمي في بغداد وبتزكية من عدد من الشيوخ أبرزهم الشيخ قتيبة الحاج السعدي، الشيخ عمر زكي فرج والشيخ علاء الدين القيسي.
عرف الكنتاوي بإتقانه لقواعد التجويد، حيث فاز بالرتبة الرابعة في أول مهرجان قرآني بالسعودية ضم أمهر القراء من مختلف دول العالم الإسلامي، كما أنه أغنى المكتبة القرآنية بعدد من التسجيلات، كتسجيل المسيرة القرآنية سنة 1985، وهي التي مكنته من توسيع قاعدته الجماهيرية، إلى جانب تسجيل "المصحف الحسني المرتل" سنة 1989 تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
إلى جانب ذلك، قام الكنتاوي سنة 1979 بتسجيل المصحف برواية ورش عن نافع للجمعية الإسلامية العالمية في طرابلس، ثم تسجيل اثنا عشر حزبا في باريس للقناة الثانية بمناسبة افتتاحها خلال نفس السنة.، وأخيرا في سنة 2004 سجل مصحفا ثالثا لوزارة الأوقاف المغربية.
ذاع صيت الكنتاوي إلى أن وصل صداه إلى العائلة الملكية المغربية، حيث حظي بإعجابها الشديد، في هذا الإطار عين عضوا في لجنة التحكيم لجائزة الحسن الثاني في حفظ وتجويد القرآن الكريم، كما اختاره الراحل الحسن الثاني ليصلي به تسليمتين خلال صلاة التراويح كل عام إلى أن توفي.
إلى جانب ذلك عين الراحل الحسن الثاني الكنتاوي أستاذا لتعليم أحفاده القرآن الكريم في المدرسة المولوية، كما جدد تعيينه الملك محمد السادس في نفس المنصب سنة 2008، كما نودي عليه لتأطير العديد من الدورات التكوينية بكل من الصين ومنغوليا.
تخرج على يد الكنتاوي العديد من القراء الذين كمحمد حمدان، عبد السلام العسري وغيرهم.