محمد البراك..قارئ كويتي مثابر
يُعتبر محمد البراك واسمه الكامل محمد بن جاسم محمد البراك واحدا من الأصوات القرآنية المتميزة في دولة الكويت بصفة خاصة، وفي العالم الإسلامي بصفة عامة.
فرغم حداثة سنه، ورغم قلة إصداراته، تمكن هذا القارئ الشاب من كتابة اسمه ضمن لائحة خيرة القراء في العالمين العربي والإسلامي، فشنف الأسماع، وحرَّك القلوب، ودغدغ المشاعر والعقول، بفضل مواهبه الفطرية وملكاته الصوتية، واجتهاده الدائم في مجال تلاوة القرآن الكريم وترتيله، لتصير قراءاته مُتداوَلة هنا وهناك، وليصبح حضوره شائعا في القنوات التلفزيونية وعلى شبكة الأنترنيت.
فمنذ نعومة أظافره، اهتم القارئ محمد البراك بالقرآن الكريم فأحبَّه، واعتنى بتلاوة كتاب الله فعشقها، واطلع على قواعد الترتيل والتجويد فأبلى فيها البلاء الحسن. وقد ساعده وسطه المحافظ وأسرته المتدينة فعكف على حفظ القرآن الكريم بحماس لا مثيل له، وقد شاء الله تعالى فبدأ عملية الحفظ مع بدء الغزو العراقي لبلده، وأتم الحفظ مع مباشرة بعد انتهاء الغزو سنة 1992م.
موازاة مع ذلك، قام بإمامة الناس في مسجد الحي لأول مرة في حياته وهو ابن الحادية عشر فقط، ومارس الأذان في ذات المسجد طيلة سنوات. بعد ذلك، وبفضل اجتهاده الكبير وهمته العالية، أتيحت له فرصة إمامة الناس في ظروف أحسن، فاشتغل إماما بالمسجد الكبير سنة 1994م. ليتشرف بعدها بلقاء سمو أمير دولة الكويت الذي أرسله إلى مكة المكرمة لتعزيز ملكاته الفكرية بالعلم الشرعي.
وتأكيدا لثقة سمو الأمير فيه، اجتهد القارئ محمد البراك في دراسته، فتمكن بفضل الله وتوفيقه من الحصول على شهادة البكالوريوس من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ثم عاد إلى بلده فالتحق بجامعة الكويت لمتابعة تعليمه العالي ليتمكن من الحصول على شهادة الماجستير. وخلال مساره الدراسي المتميز، تلقى دعوات للاشتغال كإمام لعدد من المساجد في البحرين والامارات العربية المتحدة وغيرها، لكنه رفض هذه الدعوات لانشغاله بطلب العلم ولعدم تفرغه.
وخلال تواجده في مكة المكرمة، احتك القارئ محمد البراك بعدد من المشايخ والفقهاء كالشيخ سعود الشريم، والشيخ عمر السبيل رحمة الله، والشيخ أحمد بن حميد وغيرهم، فانتفع بعلمهم، واستفاد من خبرتهم، وتعلم منهم الشيء الكثير، وتمكن من خلق شبكة علاقات واسعة ساعدته في الشدائد، وأيدته بالنصح الرشيد والتوجيه الحسن. وبالإضافة إلى مواهبه في تلاوة القرآن الكريم وترتيله، يمتلك القارئ محمد البراك مهارات محترمة في مجال الكتابة، وله فيها مقالات نُشر بعضها في الصحف المحلية والمجلات الإسلامية.