يعد الشيخ محمود خليل الحصري من أعظم ماأنجبت مصر والعام الإسلامي من مقرئين. ولد في 17 شتنبر 1917م بقرية شبرا بمدينة طنطا، وتوفي بعد صلاة العشاء ليوم 24 نونبر 1980م . لقب بشيخ عموم المقارئ المصرية .
نشأ وترعرع الشيخ الحصري في كنف القرآن الكريم، إذ أدخله والده كتاب القرية وسنه لايتجاوز الأربع سنوات، فأتم حفظ القرآن وهو ابن الثامنة. وفي سن الثانية عشرة التحق بالمعهد الديني بطنطا، ثم تعلم القراءات العشر بجامع الأزهر الشريف.
أخذ شهاداته في علم القراءات ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن اعتبارا لما تمتع به من صوت متميز وأداء رفيع أثار الإعجاب والثناء. تقدم لامتحان الاذاعة في 1944م فوضع اسمه على رأس المتقدمين، وكان أول بث مباشر له يوم 16 نونبر 1944م. وفي 1950م عين قارئا للمسجد الاحمدي بطنطا، ثم قارئا لمسجد الحسين بالقاهرة في 1955م.
يعتبر الشيخ الحصري صاحب مدرسة فريدة في التلاوة، وقد حظي بشرف تسجيل أول مصحف صوتي مرتل برواية حفص عن عاصم في 1961م ، كما كان أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ودعا إلى إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، فيما شيد مسجدا ومكتبا للتحفيظ بالقاهرة.
تولى عددا كبيرا من المناصب بداية من 1957م عندما عين مفتشا للمقارئ المصرية، ثم مراجعا ومصححا للمصاحف بالأزهر في 1959م، قبل أن يعين شيخا لعموم المقارئ المصرية بقرار جمهوري في 1961م. كما اختاره اتحاد قراء العالم الإسلامي رئيسا لهم في 1966م .
كان محمود الحصري أول من رتل القرآن بطريقتي المصحف المفسر والمصحف المعلم، و أول من قرأ بالكونجرس الأمريكي في 1973م وبهيئة الأمم المتحدة في 1977م، وعرف بكثرة تنقلاته إلى الخارج .
للشيخ الحصري عدد هائل من الإصدارات بما في ذلك تسجيلاته الصوتية التي من بينها المصحف المرتل الذي سجله برواية حفص عن عاصم في 1961م ، وبرواية ورش عن نافع في 1964م، وله مؤلفات كثيرة منها "أحكام القرآن الكريم" و"القراءات العشر من الشاطبية والدرة" و" النهج الجديد في علم التجويد" .