القارئ الشيخ إبراهيم الأخضر، فخامة الإسم والصوت
وُلد القارئ الشيخ إبراهيم الأخضر واسمه الكامل إبراهيم الأخضر بن علي القيم بالمدينة المنورة في السابع من شهر ذي الحجة سنة 1364هـ. خلال طفولته ترعرع في عائلة محافظة ربَّته على القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة، ووجهته لطلب العلم الشرعي ودراسة كتاب الله العزيز. توجيهٌ حسَنٌ ساهم في تطوير شخصيته وتَفتُّحِ مواهبه خاصة في قراءة القرآن وتحقيقه وتدقيقه. وقد كان منذ طفولته يتردد على مدارس تحفيظ القرآن الكريم ودور الحديث النبوي وعلى حلقات الذِّكر التي كانت تنظمها ثلة بارزة من علماء المملكة العربية السعودية وفقهائها.
ومن أبرز الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم نذكر على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ عمر الحيدري الذي حفظ على يده القرآن الكريم في سن مبكرة، وحسن بن إبراهيم الشاعر شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف الذي قرأ عليه القراءات السبع والقرآن الكريم برواية حفص، والشيخ عبد الفتاح القاضي الذي قرأ عليه القراءات العشر، والشيخ عبد الله بن محمد الذي تتلمذ على يديه في العقيدة والفقه واللغة العربية. وقد ساهم احتكاكه بهؤلاء الشيوخ وغيرهم في تطوير مستواه الفكري والعلمي وصقل مواهبه القرآنية حِفظاً وتلاوةً وتجويداً.
وبعد استكمال مسيرته في طلب العلم الشرعي، تقلَّد القارئ الشيخ إبراهيم الأخضر عددا من المناصب والمسؤوليات. ففي مجال التدريس مثلا، اشتغل في مرحلةٍ أولى كأستاذ لمادة التعليم الصناعي، ثم كمعلم بمدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة، ثم عُين أستاذاً مساعدا بكلية القرآن الكريم وكلية الدعوة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ليشتغل بعدها كمدرس بالمعهد العلمي للدعوة الإسلامية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وفي سنة 1406هـ انتقل من حقل التدريس إلى مجال الإمامة فصلى بالناس في عدد من المساجد السعودية أبرزها المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
وبالإضافة إلى اشتغاله في التدريس والإمامة، اشتهر القارئ الشيخ إبراهيم الأخضر بنشاطاته الدعوية ومبادراته الاجتماعية، ومن ذلك مساهمته في إنشاء كلية القرآن بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ورعايته لعدد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وانتسابه لعدد من اللجان الدعوية والجمعيات الخيرية، وترأسه للجنة التحكيم المحلية والدولية لمسابقة القرآن الكريم. وله أنشطة إعلامية وأدبية متنوعة عبارة عن محاضرات ومناظرات ودروس دينية هامة شارك بها في قنوات إذاعية وتلفزيونية مختلفة، كما يتوفر على تسجيلات قرآنية منوعة بصوته القوي وقراءته المُتقَنة.