عبد الله خياط..شيخ متعدد الكفاءات والنجاحات
وُلد الشيخ عبد الله خياط واسمه الكامل عبد الله عبد الغني خياط بمكة المكرمة في 29 شوال سنة 1326هـ الموافق 23 نوفمبر سنة 1908م. خلال صِباه، ترعرع في وسط علمي وديني متميز، حيث كان والده ذا ثقافة واسعة وإلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث. وقد تأثر بهذا الجو العلمي أيما تأثر، فأحب القرآن الكريم وتعلمه، وأُعجب بمجالس العلم فلازمَها، وقد كان هذا دأب أجداده من قبله، حيث يمتد نسبه إلى قبيلة بليّ من قضاعة التي هاجر الكثيرون منها إلى بلاد الشام والحجاز وكانوا محافظين على العلم الشرعي بمختلف فروعه وصنوفه.
وهكذا، تلقى الشيخ عبد الله خياط تربية دينية ودنيوية متوازنة، فتابع تعليمه الابتدائي في مدرسة الخياط بمكة المكرمة، ودرس المرحلة الثانوية في المدرسة الراقية على عهد الحكومة الهاشمية، ثم انتقل إلى المسجد الحرام فتلقى فيه ما تيسر من العلوم الشرعية على أيدي ثلة بارزة من علماء المسجد النبوي، ثم تفرغ لحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية، قبل أن يلتحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة، حيث تابع تكوينه العلمي فيه وتخرج منه سنة 1360 هـ.
وبعد تخرجه، تقلد عدة مناصب معظمها بتعليمات من العاهل السعودي، حيث تم تعيينه عضوا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سنة 1347هـ، ومدرساً بالمدرسة الفيصلية بمكة سنة 1352هـ، ومديراً لمدرسة الأمراء بالرياض سنة 1356هـ، ومستشاراً للتعليم في مكة سنة 1373هـ، وأشرف على إدارة كلية الشريعة بمكة سنة 1375هـ، وعلى رئاسة مجلس إدارة دار الحديث المكية، وهو عضو هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها، وعضو مجمع الفقه الإسلامي. وبأمر ملكي، اشتغل إماماً وخطيباً للمسجد الحرام بين سنتيْ 1373هـ و 1404هـ.
على الصعيد الفكري، يتوفر الشيخ عبد الله خياط على العديد من الإصدارات، بينها تسجيلات قرآنية، ومؤلفات علمية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر؛ كتاب "دليل المسلم في الاعتقاد، على ضوء الكتاب والسنة"، وكتاب "الحدود في الإسلام"، وكتاب "تحفة المسافر". وللشيخ مساهمات علمية ودعوية كبيرة. وقد وافته المنية يوم الأحد 7 شعبان 1415 هـ الموافق 8 يناير 1995م فأسلم الروح لبارئها راضيا مرضيا.