عبد الودود حنيف، قارئ متمكن بمسار علمي وعملي حافل
وُلد القارئ الدكتور عبد الودود حنيف - واسمه الكامل عبد الودود بن مقبول أحمد بن محمد حنيف - سنة 1382هـ بالمملكة العربية السعودية لأسرة محافظة ربَّته على المبادئ الأخلاقية الطيبة والأسس الإسلامية الصلبة. خلال مرحلة صباه، ألحقه والداه بالمدرسة الابتدائية فتمكن مع نهايتها من إتمام حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب. بعد ذلك التحق بالمدرسة المتوسطة وبالثانوية في مكة المكرمة، وبعد اجتيازهما بنجاح، التحق بمعهد دار الأرقم بن أبي الأرقم في الحرم المكي وتخرج منه مدرسا للقرآن الكريم وعلومه، قبل أن ينتقل إلى كلية الدعوة بجامعة أم القرى والتي تخرج منها في تخصص الكتاب والسُّنة النبوية سنة 1404هـ .
بعد ذلك، وسعيا منه لتعزيز رصيده العلمي والمعرفي بطريقة أكاديمية، تابع القارئ الدكتور عبد الودود حنيف تعليمه العالي متخصصا في دراسة السنة المنهجية، فتمكن سنة 1410هـ من الحصول على شهادة الماجيستير بتقدير ممتاز عن أطروحة له بعنوان "الأسماء الحسنى ومناسبتها للآيات التي ختمت بها من سورة النور إلى آخر القرآن". وقد مكنه هذا النجاح من الالتحاق بسلك الدكتوراه، حيث قدم للجامعة بحثا معمقا في الحديث وعلومه تناول فيه بالتحقيق والتدقيق جزءً من كتاب "معرفة السنن والآثار" للإمام البيهقي رحمه الله، وقد كان النجاح حليفه مرة أخرى، فنال شهادة الدكتوراه بتقدير ممتاز سنة 1415هـ.
موازاةً مع مساره الأكاديمي الناجح، تتلمذذ القارئ الدكتور عبد الودود حنيف على يد عدد من الشيوخ والفقهاء من أهل العلم البارزين والموثوقين، فدرس على أيديهم ما تيسر من علوم القرآن وقواعد التجويد، ونال عنهم عددا من الإجازات في القراءات العشر، أبرزها حصوله على الإجازة في التجويد والقراءة برواية عاصم عن حفص وشعبة، وذلك على يد كلٍّ من الشيخ سعيد العبد الله المحمد، والشيخ محمد نبهان حسين مصري، والشيخ الدكتور حلمي عبد الرؤوف عبد القوي.
وبعد مسيرة حافلة قضاها في طلب العلم هنا وهناك، وتقديرا لشهاداته العلمية ومواهبه الفكرية، تقلد القارئ الدكتور عبد الودود حنيف عددا من المناصب والمسؤوليات، حيث عُين إماماً لجامع إبراهيم بخش بمكة المكرمة بين سنتي 1406 و 1416هـ، وعمل إماماً لصلاة التهجد والقيام في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة سنة 1414هـ، واشتغل رئيساً لقسم القراءات بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سنة 1421هـ، وتقلد منصب أستاذ مساعد في كلية الدعوة وأصول الدين سنة 1430هـ، وهو اليوم إمام وخطيب بجامع الأميرة شهيدة والدة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز آل سعود بمكة المكرمة منذ سنة 1416هـ .
على الصعيد الفكري، شارك القارئ الدكتور عبد الودود حنيف في العديد من المؤتمرات والندوات الوطنية والدولية، وأشرف على عدد من الرسائل والبحوث العلمية، وله إصدارات وبحوث مطبوعة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، بحث حول (ظاهرة العنوسة في المجتمع الإسلامي، أسبابها، آثارها، وطرق العلاج في ضوء الكتاب والسنة)، وبحث بعنوان (نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم)، وبحث آخر بعنوان (مصدر القرآن الكريم). وبالإضافة إلى ذلك، شارك في عدد من المسابقات القرآنية فحصل على المركز الأول بالمسابقة الدولية للسعودية سنة 1404هـ، وفي نفس السنة، أبلى البلاء الحسن ضمن المسابقة الدولية للقرآن الكريم في ماليزيا.